كان رجلٌ يسير على أحد الجسور المعروفة في كاليفورنيا فرأى أمرأةً تحاول الانتحار. أسرع إليها وقال لها: إن الله يحبك. فذرفت دمعة متأثرة من الكلمات المشجعة. ثم سألها:هل أنت يهودية أم بوذية أم مسيحية؟ قالت: أنا مسيحية. فقال: أنا أيضا. ثم سألها: هل أنت كاثوليكية أم بروتستانتية؟ أجابت: أنا بروتستانتية. فبدأ يحادثها بشغف. إلى أي طائفة تنتمين؟[1] أجابت: أنا معمدانية. فتأثر لأنها معمدانية مثله. فسألها: هل أنت معمدانية شمالية أم معمدانية جنوبية؟[2] فقالت معمدانية شمالية. فانفرجت أسارير وجهه. وأضاف: هل تنتمين إلى الطائفة المعمدانية الشمالية المحافظة أم الطائفة المعمدانية الشمالية المتحررة؟ قالت: أنا أنتمي إلى الطائفة المعمدانية الشمالية المحافظة. فتحمس وسألها: هل تنتمين إلى الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة أم الطائفة المعمدانية الشمالية المصلحة المحافظة؟ فأجابت قائلة: أنتمي إلى الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة. يا للعجب، أنا أيضا. هل تنتمين إلى الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة التي تتبع مقر القيادة في منطقة البحيرات الكبيرة أم الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة التي تتبع مقر القيادة في المنطقة الشرقية؟ فأجابت: أنا من الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة التي تتبع مقر القيادة في منطقة البحيرات الكبيرة. إنها حقا معجزة، أنا أيضا من نفس الطائفة. هل تتبعين الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة التي تتبع مقر القيادة في منطقة البحيرات الكبيرة والتي تتبع قرارات سنة 1879 أو تتبعين الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة التي تتبع مقر القيادة في منطقة البحيرات الكبيرة والتي تتبع قرارات سنة 1912؟ فقالت: أنا أنتمي إلى الطائفة المعمدانية الشمالية الأصولية المحافظة التي تتبع مقر القيادة في منطقة البحيرات الكبيرة والتي تتبع قرارات سنة 1912. فغضب ودفعها من على الجسر إلى الهاوية وصرخ: إلى الموت، إلى الموت أيتها الهرطوقة![3]

تبيّن لنا هذه القصة عقلية الفئوية والتطرف الفكري الذي نراه عند بعض المسيحيين. ويتحدث الكثيرون عن المسيحية ويصفون تفوّقها وعظمتها عبر العصور ومساهماتها، ولا يتحدثون عن مشاكل المسيحية. فمثلا، نجد في كتاب جون أورتبرغ شرحا مفصلا عن مساهمة المسيحية التي التزمت بتعاليم السيد المسيح فغيّرت مجرى التاريخ ورفعت قيمة الإنسان والإنسانية.[4] ونجد في كتاب باكي أن تعاليم المسيح المتجسدة في المسيحية منحت للطفل قيمة في عالم أهمل الأطفال.[5] ورفع المسيح من قيمة الطفل ورحب بالأولاد. قال السيد المسيح دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات (لو 18: 16). ولقد قال هذه العبارة في عصر قزّم الأولاد واحتقرهم. وفي بداية انتشار المسيحية، كان الكثير من الوثنيين يتركون أطفالهم المرضى أو المعاقين في الشوارع ليموتوا من الجوع والبرد. فأخذهم المسيحيون. ثم صار الناس يتركون الأطفال على أبواب الأديرة وهكذا بدأت دور الأيتام.

ولا شك أن المسيحية التي التزمت بتعاليم المسيح لم تساهم في تعلية شأن الأطفال فحسب بل ساهمت أيضا في دعم حقوق النساء. فلقد جعلت المسيحية من مريم العذراء نموذجا للبطولة الروحية.[6] وشجع المسيح انضمام النساء إلى خدمة ملكوت الله وإلى تعلم كلام الرب. واختار الله إن تكون النساء أول من أعلن خبر قيامة المسيح من الأموات. وتحدى المسيح تهميش المرأة فتحدث إلى السامرية واضعا نموذجا لا فرق فيه بين قيمة المرأة وقيمة الرجل.[7] وساهم الكثير من المسيحيين في دعم حقوق الإنسان. فمثلا، حارب وليم ويلبرفورس العبودية بسبب التزامه بالقيم المسيحية.[8] ولقد قاد مع أتباعِه البرلمانَ البريطاني إلى تحريم العبودية. علاوة على ذلك، خدم المسيحيون المرضى وقدموا لهم العناية الطبية والإنسانية في عصر خاف من الأوبئة وهرب من البرص وطردهم وخاف منهم. ودفن المسيحيون الأموات الفقراء في عصر كان الدفن من نصيب الأغنياء. وساهم المسيحيون في نشر العلم وبناء المدارس والجامعات.

لا شك أن المسيحية لها وجه حسن ولكنه ليس الوجه الوحيد لها. لقد قال غاندي: “أنا لا أرفض مسيحكم. أحب مسيحكم ولكني ألاحظ أن الكثير من المسيحيين ليسوا مثل مسيحهم”.[9] وكأن غاندي يقول: أريد مسيحكم لا مسيحيتكم. لقد نظر غاندي إلى الجانب المظلم للمسيحية التي ابتعدت عن تعاليم المسيح. وفشل المسيحيون في كثير من المرات في أن يكونوا مثل مسيحهم فتمسكوا بالأمور السطحية وتجاهلوا العدل والرحمة والمحبة.

لقد تطّرف المسيحيون عبر التاريخ إذ ظلموا البشر بعدة طرق. سأطرح أربعة أمثلة لأبين هذا الأمر. وتتعلق الأمثلة بالظلم الجندري والظلم الإثني والحروب الدينية والصهيونية المسيحية. أولا، يسود على المسيحية التي لم تلتزم بالمسيح الظلم الجندري. ظلم المسيحيون المرأة وما زال بعض المسيحيين اليوم لا يسمحون للمرأة أن تتكلم في كنيسة ولا يعاملونها كإنسان مساوٍ للرجل. حقا لقد تخلوا عن تعدد الزوجات بسبب تعاليم المسيح الواضحة ولكنهم ما زالوا لا يعطون المرأة مكانا مرئيا في كثير من الكنائس. ويقول بعضهم أن مكانها في البيت فقط. وربما تخدم في المجتمع ولكنها ليست المسؤولة عن مسيرة الكنيسة وتقدمها. فصانعو القرار في معظم الكنائس هم من الرجال فقط. ويقتبس البعض النصوص الدينية خارج سياقها التاريخي والأدبي واللاهوتي ليؤكدوا أنه يجب على المرأة أن تصمت في الكنيسة وأن تكون خاضعة (1 كور 14: 34).[10] وفي تاريخ الكنيسة مُنعت المرأة من الترنيم في الكنيسة وفُرض عليها أن تجلس في قسم لوحدها في نهاية الكنيسة.

ثانيا، ساد الظلم العرقي أو الإثني إذ أيد العديد من المسيحيين العبودية واللاسامية والعنصرية في جنوب أفريقيا. لقد جادل كثير من المسيحيين أن العهد الجديد لا يعترض على العبودية. وفي سنة 1751 دعم المبشرون أمثال جورج ويتفيلد العبودية وامتلك العبيد استنادا إلى تفسير كلمة الله بصورة حرفية.[11] وشدد أولئك المسيحيين أن الله طلب من العبيد أن يخضعوا لسادتهم (أف 6: 5 – 9؛ كو 3: 22؛ 1 تيم 6: 1 – 5؛ تي 2: 9 – 10؛ 1 بط 2: 18). فيجب على كل مسيحي أن يطيع كلمة الله دون مجادلة. وتنوعت التبريرات من أن العبيد تحت لعنة الله لأنهم غير مؤمنين بالمسيح إلى أنهم تحت لعنة الله بسبب لعنة حام أبن نوح في العهد القديم (تك 9: 20 – 27).[12] وبحسب هذا التفسير، لقد شرّع الله العبودية منذ زمن حام ابن نوح. ونسل حام اليوم هم الافريقيون وهم عبيد لنسلي يافث وسام أي للمسيحيين ولليهود.[13]

وبينما كان اليهود من الأسياد إلا أنهم تحولوا إلى أناس تحت غضب الله ولعنته. فبرز الكثير من المسيحيين المعادين للسامية والذين يدعمون قتل اليهود في أوروبا في القرن العشرين.[14] ومرة أخرى برز التمييز الإثني في المسيحية. فبينما ربط بعض المسيحيين أفريقيا بلعنة كنعان ربطوا اليهود بلعنة الدم. لقد جادلوا من الكتاب المقدس أن اليهود هم قتلة المسيح وأن دمه على أيديهم، وأن الله عاقب اليهود خلال التاريخ (مت 27: 25). وقال ايضا عن اليهود أنهم أبناء قاتلي الأنبياء (مت 23: 31) وأنهم أولاد أبليس (يو 8: 44) وأنهم اضطهدوا الكنيسة وأنهم أضداد لله ولكل الناس وأن غضب الله أدركهم إلى النهاية (1 تس 2: 15 – 16) وأنهم في ظلام وغلاظة الفكر (2 كور 3: 13 – 15). وبسبب معاداتهم للكنيسة وصفهم المسيحيون بأنهم مجمع الشيطان (رؤ 2: 9؛ 3: 9). وصارت الأعياد المسيحية خاصة أسبوع الآلام وعيد القيامة مواسما للظلم والقتل لليهود.[15]

أضف إلى ما سبق، أساء عدد من المسيحيين في جنوب أفريقيا إلى المواطنين غير البيض ونشروا ما نصفه اليوم بالابارتهايد أو الفصل العنصري.[16] وبرر الكثير من المسيحيين مواقفهم من الكتاب المقدس. قالوا أن ثمة شعوبا يجب التخلص منها مثل عماليق إذ يقول الكتاب المقدس: “واضرب عماليق، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا” (1 صم 15: 3). وأضافوا أنه يجب فصل الشعوب عن بعضها بعضا إذ يقول الكتاب المقدس أن الله حدد حدود مسكن كل شعب (أع 17: 26) وأنه جعل الثمر يثمر كجنسه (تك 1: 11) ومنع الله التزاوج بين الشعوب كما نرى في سفر عزرا ومنع الله التزاوج بين اسرائيل والشعوب الأخرى (خر 34: 12 – 16).

ثالثا، علاوة على الظلم الجندري والظلم الاثني، ظهرت الحروب الدينية ومحاكم التفتيش. فلقد قاتل الصليبيون شعوب الشرق الأوسط في القرون 11 – 13.[17] وجادلوا أن دافعهم مقدس ومبرر من كلمة الله. فلقد قال المسيح: “لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا (مت 10: 34). وتكررت الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت وظهر العنف وسفك الدماء باسم الدين والله والكتاب المقدس بين الكثير ممن يدعون أنهم من أتباع المسيح. فقتلوا وسجنوا وشوهوا سمعة كل من لا ينتمي إلى طائفتهم الكنسية وعقليتهم الدينية. ولا شك أن تاريخ الكنيسة مليء بالظلم الديني وسفك الدماء بين العائلات المسيحية المختلفة إذ قتل أبناء الدين الواحد بعضهم بعضا باسم الكتاب المقدس والطهارة الكنسية.

ولقد سادت محاكم التفتيش الإسبانية في السنوات 1480 – 1530. وصدرت عدة قرارات ملكية سنة 1492 وسنة 1501 تأمر اليهود والمسلمين أن يؤمنوا بالمسيحية الكاثوليكية أو أن يغادروا البلاد. وخلال فترة محاكم التفتيش الإسبانية أجبر المسيحيون الأديان الأخرى أن يتركوا دينهم ويتحولوا إلى المسيحية أحيانا تحت تهديد القتل. وأجبروهم أن يعتمدوا ومن ثم صاروا يراقبونهم ليتأكدوا أنهم يسلكون كمسيحيين وإلا فسيواجهوا المحكمة ويُذلون ويعذبون ويُقتلون.

رابعا، يبرر بعض المسيحيين الصهاينة تشريد الفلسطينيين من وطنهم استنادا إلى فهمهم للكتاب المقدس.[18] ويدعون أن الله أعطى الأرض لليهود فيتغاضون عما حصل للفلسطينين في النكبة سنة 1948 إذ طُرد الفلسطينيون من بيوتهم وتشردوا. ويتجاهل المسيحيون الصهاينة ما يحصل للفلسطينين اليوم من ظلم وتنكيل. وبدلا من أن يقفوا مع العدل والرحمة يدعمون بناء المستوطنات بمال الكنائس وباسم الله وبتبريرات مضللة من آيات من الكتاب المقدس. ويحلمون بمستقبل للشرق الأوسط مليء بالحروب وسفك الدماء لكل سكان المنطقة. فحتى ثلثي اليهود سيذبحون في نهاية الأيام بحسب تفاسير دينية محددة. ويستندون في تفسيرهم إلى تفسير حرفي لسفر حزقيال ولسفر الرؤيا ولمواقع أخرى في الكتاب المقدس. وعادة تستثني هذه التفاسير أهم ما في الكتاب المقدس وأقصد يسوع المسيح وميلاده وحياته وموته وقيامته وكلماته وأعماله. للأسف الشديد قول غاندي صحيح. ويُظهر تاريخ المسيحيين أن كثير من المسيحيين ابتعدوا عن المسيح وضلوا الطريق وزاغوا عن تعاليم الكتاب المقدس التي تتحدث عن الغريب بصورة مختلفة عن الصورة أعلاه. وربما من المناسب الآن أن نعطي صورة مختلفة تتميز بها مسيحية المسيح عن مسيحية التطرف. لهذا سنعرض الآن ما نعتبره الوجه الحقيقي للمسيحية في التعامل مع الغريب. سنعرض ما نعتقد أنه مسيحية المسيح وليس مسيحية التطرف.

[1] لقد استخدمت مصطلح “طائفة” في هذه القصة بهدف التأكيد على سلبية الكلمة والابتعاد عن الطائفية. أفضل عادة استخدام مصطلح عائلة كنسية للدلالة على التنوع في الانتماءات الكنسية والتعددية المسيحية.

[2]لا تهدف هذه القصة إلى شرح تاريخ المعمدانيين بل إلى تقديم موضوع الطائفية والفشل المسيحي بسبب التعصب والتطرف. لمزيد من المعلومات عن المعمدانيين في الولايات المتحدة ومساهماتهم وانقساماتهم راجعوا كتاب ثوماس كيد وباري هانكينز المدون أدناه

Thomas Kidd and Barry Hankins, Baptists in America (Oxford: Oxford University Press, 2015).

[3] هذه القصة مصدرها الفنان الكوميدي Emo Phillips وهي قصالة خيالية لم تحدث. ولقد ترجمتها بتصرف من كتاب الدكتور جون أورتبرغ. أضفت فكرة أن المرأة كانت ستنتحر بينما يقول اورتبرغ أنها كانت واقفة عند الجسر. راجع: John Ortberg, Who Is This Man? (Grand Rapids: Zondervan, 2012), 93-94.

[4]المرجع السابق. أنظر أيضا إلى

Jaroslav Pelikan, Jesus through the Centuries: His Place in the History of Culture (New Haven, CT: Yale University Press, 1985).

[5]O. M. Bakke, When Children Became People: The Birth of Childhood in Early Christianity (Minneapolis: Augsburg Fortress, 2005).

[6] حنا كتناشو ودينا كتناشو ووين جرودم وجون بيبر، أطلقوني: دور ومكانة المرأة المسيحية (القدس: كنيسة الاتحاد المسيحي، 2002)، 43 – 53.

[7] حنا كتناشو، أنا هو . . فمن أنت؟ (القدس: كنيسة الاتحاد المسيحي، 2008)، 177 – 178.

[8]William Hague, William Wilberforce: The Life of the Great Anti-Slave Trade Campaigner (London: HarperPress, 2007).

[9]E. Stanley Jones, Mahatma Gandhi: An Interpretation (Lucknow: Lucknow Publishing House, 1948), 36; M. K. GandhiAn Autobiography (London: Penguin Books, 2001).

[10] للأسف لا يلاحظ أولئك المفسرين أن بولس يتحدث عن ثلاثة أنواع من الصمت في نفس الفصل إذ يقول “إن كان أحد يتكلم بلسان فاثنين اثنين أو على الأكثر ثلاثة ثلاثة، وبترتيب، وليترجم واحد ولكن إن لم يكن مترجم فليصمت في الكنيسة، وليكلم نفسه والله” (1 كور 14: 27 – 28). ويطلب بولس من الانبياء أن يمارسوا الصمت إذ يقول: “أما الأنبياء فليتكلم اثنان او ثلاثة وليحكم الآخرون ولكن إن أُعلن لآخر جالس فليسكت الأول” (1 كور 14: 29 – 30). ثم يقول “لتصمت نساؤكم في الكنائس” (1 كور 14: 34) لأن هدف السياق السلام وعدم التشويش سواء أكان مصدر التشويش الرجال أم النساء. ويتأكد هذا الأمر في ضوء قول بولس: “أما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها” (1 كور 11: 5)، فمن الواضح أن صوتها مسموع في الكنيسة.

[11]Thomas Kidd, George Whitefield: America’s Spiritual Founding Father (New Haven: Yale University Press, 2014), 188-203.

[12]David Goldenberg, The Curse of Ham: Race and Slavery in Early Judaism, Christianity, and Islam (Princeton: Princeton University Press, 2003); David Whitford, The Curse of Ham in the Early Modern Era (Farnham: Ashgate, 2009).

[13]Larry Morrison, “The Religious Defense of American Slavery Before 1830,” Journal of Religious Thought 37 (1980): 18.

[14]Lillian Freudmaann, Antisemitism in the New Testament (University Press of America, 1994).

[15]Miroslav Volf, “Christianity and Violence,” in War in the Bible and terrorism in the twenty-first century, edited by Richard Hess and Elmer Martens (Winona Lake: Eisenbrauns, 2008), 13.

[16]J. A. Loubser, The Apartheid Bible: A Critical View of Racial Theology in South Africa (Cape Town: Maskew Miller Longman, 1987).

[17]Thomas Asbridge, The Crusades: The Authoritative History of the War for the Holy Land (New York: HarperCollins, 2010); Henry Kamen, The Spanish Inquisition: A Historical Revision (New Haven: Yale University Press, 2014).

[18]Yohanna Katanacho, The Land of Christ: A Palestinian Cry (Eugene: Pickwick, 2013); Stephen Sizer, Christian Zionism: Road-Map to Armageddon? (Grand Rapids: Intervarsity Press, 2005). See also

يوحنا كتناشو، أرض المسيح: صرخة فلسطينية (بيت لحم: كلية بيت لحم للكتاب المقدس، 2016).

+ مقالات