بقلم د. سليم منيّر

دور الكنيسة في المجتمع

 عندما نحاول تحديد دور أتباع المسيح في المشاركة في المجتمع والسياسة، علينا أولا أن نتطرق للأمثلة الموجودة في الكتاب المقدس. إن الكتاب المقدس مليء برجال ونساء أبرار وأتقياء ممن انخرطوا في سياسة زمانهم المعاصر. يكفي أن نقرأ الكتاب  المقدس بطريقة سطحية لنكتشف أن إرادة الله لشعبه هي أن ينخرط في كافة أشكال الحياة المجتمعية ومنها عالم السياسة. من المهم أن نتذكر بأنه عندما كان شعب الله منخرطا في السياسة كان ذلك استنادا لمبادئ البر والعدل. كان عليهم أن يؤثروا في المجتمع من أجل الصالح العام وأن يجاهروا بكلمة الله. لم يخضع هؤلاء للنمط الاجتماعي السائد أو الآراء السياسية المقبولة.

يمكن تقسيم الأمثلة التي تتحدث عن شعب الله في الكتاب المقدس الى ثلاثة أدوار أو وظائف تحقق كل منها غاية مهمة وفريدة. الدور الأول هو دور الملك، الثاني هو دور الكاهن، أما الدور الثالث فهو النبي.

دور الملِك

ان الملك هو حامل سيف العدل، وممثل لله في حفاظه على القانون والنظام من خلال ممارسة السلطة. نرى مثالا على ذلك في سفر صموئيل الثاني ٨: ١٥ عندما أصبح داود ملكا ” وملك داود على جميع إسرائيل. وكان داود يجري قضاء وعدلا لكل شعبه”. يعدّ الملك داود الذي نقرأ عنه في الكتاب المقدس مثالا نموذجيا للملك الذي ائتمنه الله وأوكله سلطة عالية. الا أن لهذه السلطة ثمن. عندما أخطأ داود بحق الله باتخاذه بيثشيبع زوجة له بعد ان دبّر مكيدة لمقتل زوجها أوريا، أتى النبي ناثان وقال له: “والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة”. (٢ صموئيل ١٢: ١٠) يعد الملك في الكتاب المقدس بمثابة شخصية قويّة، الا أن هذه القوة الممنوحة له لا يجب أن يُساء استخدامها أو أن تكون بلا قيود. في العهد الجديد، يشير بولس الرسول الى دور الملك على أنه وكيل لتطبيق القانون ونظام العقاب. يقول بولس فيما يختص بالسلطة الممنوحة للحاكم: ” لانه خادم الله للصلاح و لكن ان فعلت الشر فخف لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر (رومية ١٣: ٤).

دور الكاهن

يُتوقّع من الكاهن أن يعلّم الامور المختصة بمشيئة الله؛ أي أن يهتم بالاحتياجات اليومية لشعبه، بالأخص في اوقات تفكّك النظام الاجتماعي. إن دور الكاهن أيضا يشتمل على الوساطة بين الله والناس. نرى هذا الدور منذ البدء أي عندما أسس الله كهنوت هارون وكهنوت سبط لاوي. في سفر العدد ٣: ٦-٨  كلّم الله موسى قائلا: “قدم سبط لاوي و اوقفهم قدام هرون الكاهن و ليخدموه فيحفظون شعائره و شعائر كل الجماعة قدام خيمة الاجتماع و يخدمون خدمة المسكن فيحرسون كل امتعة خيمة الاجتماع و حراسة بني اسرائيل و يخدمون خدمة المسكن”. وجَب على سبط الكهنة (اللاويين) أن يكونوا منفصلين عن البقية. لم يأخذوا أي حق بالميراث وانما تم تسديد احتياجاتهم من قبل شعب الله. “في ذلك الوقت أفرز الرب سبط لاوي ليحملوا تابوت عهد الرب، ولكي يقفوا أمام الرب ليخدموه ويباركوا باسمه إلى هذا اليوم. لأجل ذلك لم يكن للاوي قسم ولا نصيب مع إخوته. الرب هو نصيبه كما كلمه الرب إلهك.” سفر التثنية ١٠: ٨-٩.

دور النبيّ

أخيرا، وصلنا الى دور النبيّ. بعدما كرّس الله فئة الكهنة ووعد الشعب أن يعطيهم ملكا وأن يرسل الأنبياء من أجل الشعب. (سفر تثنية الاشتراع ٧: ١٤-٢٠؛ ١٨: ١-٨) قال الرب لموسى: “أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به.” سفر التثنية ١٨: ١٨. ان مهمة النبيّ الأساسية هي اذاً أن يتكلّم بكلمة الرب الموجّهة لشعب الله ولأولئك الذين مسحهم الله بسلطانه. كان على النبيّ أيضا أن يحافظ على الحدود الموضوعة من الله للسلطان الذي تمتّع به كل من الملك والكاهن. نرى هذا في قصة إيليّا النبيّ وعلاقته المضطربة مع الملك آخاب في سفر ملوك الأول ١٦-٢١. عندنا عمل آخاب الظلم باستيلائه على كرم نابوت، فإن إيليّا سارع لإدانته بسبب هذا الظلم الحاصل معلنا بذلك عدل الله (ملوك الأول ٢١: ٢٠-٢٦). يتضّح من ذلك أن إيليّا قام بتحقيق دوره النبوّي في وضع حد لسلطة الملك مجاهرا ضد الظلم.

يتمثّل دور الكنيسة  في المجتمع بأن تكون موضعا للبركة والصلاة وتقريب الشعب من الله.  من الواضح أنه من السهل على الكنيسة أن تؤدّي دورها الكهنوتي على أن تؤدّي دورها النبوّي، علما  بأن الدور النبويّ يقع على عاتقنا. قد يكون الدور النبويّ أكثر كُلفة،  إلا أنه علينا أن نكون أكثر نشاطا في المجاهرة بالحق تجاه السلطات، والتنديد بالظلم في مجتمعنا.

كيف نعيش حياتنا

كمسيحيين شرق أوسطيين نحن نعيش حياتنا تحت تأثير “امبراطوريتين”. الأولى هي الامبراطورية الغربية التي تحبّذ قيم الفردية وحرية التعبير عن الرأي. تتصف هذه الامبراطورية بقبولها للتغيير تصب كل اهتمامها على المستقبل. في ذات الوقت أيضا تدعو إلى الفصل بين الدين والسياسة لدرجة قد تصل إلى فصل الله عن مناحي الحياة العامّة. نرى أيضا “امبراطورية”  الإسلام المسلّح الذي لا يهتم بقيمة الفردية. إن هذه “الامبراطورية” تتمحور حول المجتمع والماضي ناظرة إلى عصور الإسلام الأولى كأنها النموذج الذي يحتذى به للمجتمع الاسلامي المثالي. تفضّل هذه “الامبراطورية” التغيير التدريجي ولا تفصل بين السياسة والدّين. تدعو بعض حركات الاسلام المسلّح الى فرض مفهومهم عن الله في مناحي الحياة العامّة. يؤمن هذا التوجّه بأنه اذا ما تم تطبيق نظام الشريعة فإن حكم الله وملكوته سيأتي في الزمن الحاضر. يناقض هذا الفكر المبدأ المسيحي لسيادة الله والذي يفسّر بأن ملكوت الله هو حاصل الآن ولكن ليس بملئه.

لدى كل من “الامبراطوريتين” الغربية والاسلامية حسناتهما وسيّئاتهما وكلتاهما تضعاننا أمام تحدّيات أخلاقية ومعنوية. إن الغرب يقدّم لنا الحرية الدينية والفرص الاقتصادية، بينما يشدد الإسلام على مكانة الله في المجتمع والسياسة مؤمنين بأن الله  لديه كلمة فيما يختص بالتاريخ والشؤون البشرية.

يستمر المسيحييون بمغادرة الشرق الأوسط بسبب التدهور السياسي والاقتصادي وصعود الاسلام المسلّح. إن علاقاتنا كمسيحيين شرق أوسطيين مع الغرب قويّة ويرجع ذلك الى عدّة روابط تاريخية ودينية. إلا أنه علينا أن نحذر من أن نقترن “بامبراطورية” الغرب. هناك العديد من الايجابيات لدى الغرب ومنها حرية التعبير والتطور الاقتصادي وغيرها. لكن من الساهل أن نبعث بذلك رسالة غير صحيحة حول ماهيّة الديانة المسيحية للعالم الاسلامي. لا يمكننا ان نعتبر الغرب بأنه ملكوت الله أو انه تمثيل للديانة المسيحية. إن الغرب يعلي من شأن الفرد ويوسّع الهوة الموجودة بين الفقير والغنيّ ويفصل وجود الله من المجتمع والسياسة.

دفع الربيع العربي المسيحيين باستجواب دورهم السياسي في الأزمة المحيطة بهم. كيف لنا أن نعبّر عن أنفسنا وأن ننخرط في هذه الأزمة السياسية التي يمر بها الشرق الأوسط؟ علينا أن نندّد ضد الاضطهاد وأن نستمر في الثناء على الحريّة والتقدّم عندما نراهما واقعان في مجتمعاتنا.

لقد اعتدنا في الماضي على الانتظام في صف “الامبراطورية” من أجل الحصول على الحماية السياسية، سواء أكان ذلك الانحياز مع الغرب أو مع الدكتاتوريات الاستبدادية التي وفرت لنا نوعا من الأمان. الا أنه وعندما نفعل هذا فإننا نتخلّى عن دورنا النبويّ الذي يتمثل بالتكلّم بالحق الالهي نحو “الامبراطورية” ونبدو وكأننا نقف في صف الطاغية. على الكنيسة أن تتحرر من خوفها من التكلّم بسلطان نبويّ ضد النظام الاستبدادي، سواء أكان ذلك على شكل نظام عسكري أو حزبا سياسيا. تعدّ هذه من أضعف نواحي خدمتنا كمسيحيين محليّين. لقد فشلنا أحيانا بالمجاهرة بكلمة الله تجاه السلطة.

إن انهيار نظام الحكم وفشله في توفير الخدمات اللازمة للشعب وما يزامنه من فوضى وعنف، يدعو الكنيسة لأن تقدّم خدمات اجتماعية وتوفّر المساعدات الطبيّة وتسدّ احتياجات الطعام وأن تبني المجتمع المحلي وتقترن بالجهات التي تتشارك بذات الهدف. يشتمل هذا الدور أيضا على الاهتمام بالبيئة بشكل جدّي. مثلا، يعتبر شرق سوريا إقليما صحراويا،  الأمر الذي دفع السكان للهجره والتوجّه نحو المدن مما أدى لوجود طلب كبير على امدادات المياه. وقد قاد بناء السدود في تركيا الى التقليل من امدادات المياه إلى سوريا. كان هذا أحد الاسباب المؤدية للحرب الأهلية في سوريا اذ ان الحكومة لم تهتم باحتياجات شعبها. إن هذا يعتبر مثالا حيّا على اهمية معالجة القضايا البيئية.

إننا كمسيحيين شرق أوسطيين نجد أنفسنا بين صراع قوّتين تحاولان فرض نفوذهما، الأولى تتمثل في الاسلام السياسي بأشكاله المتعددة وتشعباته كجماعة الإخوان المسلمين التى تدعو لفرض نظام الشريعة كنظام يستبدل أنظمة الحكم العربية. والثانية هي القوى الغربية التى تفرض سيطرتها بواسطة العولمة والتأثير الاقتصادي والقانون الدولي والقوة العسكرية. علينا اذاً كمسيحيي الشرق الأوسط أن نقدّم بديلا ثالثا يتناسب وملكوت الله.

ليس الحل أن نهرب من مهد الديانة المسيحية ونتوجه للغرب للحصول على الأمن والحرية والازدهار الاقتصادي. ان الهروب يأتي مع ثمن. هذا الثمن هو نقص الوجود المسيحي في الشرق الأوسط (مكان نشأة المسيحية)، وما يتبعه من انعدام الشهادة المسيحية في وسط شعوبنا. للكنيسة دور مهم تقوم فيه في هذا السياق. بصفتنا مدعويين لأن نكون في وسط مجتمعاتنا فعلينا أن نتبنّى هذا الدور. لا يمكننا ان نعتمد على الآخرين الذين يأتون من الخارج لعمل التغيير اللازم.

في ضوء الموجات الصادمة التي أحدثها تنظيم الدولة الاسلامية في الشرق الأوسط والعالم أيضا، بات المسيحيون يتبّنون نظرة دنيا للاسلام غاضّين النظر عن تاريخه الغنيّ واسهامه في الحضارة. لقد لاموا الاسلام السياسي على فشله في مواجهة تحدّيات الشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين غير آخذين بعين الاعتبار التحديّات التي تكلّمنا عنها في بداية هذه المقالة. يجب أن نتخلّى عن النظرة المبسّطة للتاريخ والسياسة والعوامل الاقتصادية حتى نتمكن من الحصول على فهم أفضل لهذه التحديّات ونمارس تعاليم يسوع بكل أمانة فيما يتعلّق بمحبة القريب. إن تبنّي حل القوة العسكرية كالحل الوحيد لمحاربة الإسلام المسلّح سيقود للمزيد من سفك الدماء. كأكثر من أي وقت مضى علينا أن نتبنّى كل من أدورانا الكهنوتية والملوكية والنبويّة في محبة جيراننا المسلمين.

على الكنيسة أيضا أن تعيد التركيز على دورها الكهنوتي المتمثّل برعاية المجتمع المسيحي في الشرق الأوسط ومد يد العون والوصول الى المسلمين من حولها. في أوقات الشدّة يجب أن توفّر الكنيسة المكان الآمن كي يلتقي فيه الناس ويجدوا دعما مناسبا. علينا أن نشارك البشارة ولكن بطرق خلّاقة من دون إدانة الاخرين. يجب أن تكون طريقة تفكيرنا مبدعة وأن نستخدم أدوات أخرى لتوصيل الرسالة. ان وصية نشر الانجيل يجب أن ترتبط بالرسالة النبويّة ألا وهي أن يسوع المسيح هو الملك وإن ملكوته أي ملكوت الله يشتمل على أوجه اجتماعية وسياسية واقتصادية يجب أن نتطرق لها في سياقنا.

من القضايا الأخرى التي نحتاج أن نعالجها لكن لن نتمكّن من التعمّق فيها في هذه المقالة وهي الولاء للمسيحية الصهيونية والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. إن هذه التحيّز يسبب ضررا كبيرا لشهادتنا أمام ا١ليهود والمسلمين ويظهر على أنه شكلا جديدا للحملات الصليبية. على المسيحيين في الشرق الأوسط أن يجتهدوا من أجل الارتقاء بلاهوت مناسب لكل من اليهود والمسلمين وإلا فسنبقى في حالة تصادم بين أدوارنا كملوك وكهنة وأنبياء مما يؤدي اضعاف رسالة الانجيل. يجب أن نكرّس صوتنا وفكرنا اللاهوتي بهدف أن نكون بركة لجيراننا.

وأخيرا، يمكن أن يقدّم مسيحيو الشرق الأوسط نموذجا للحكم يجسر الهوّة التى يخلقها نظام الحكم الغربي والاسلامي من ناحية فهمهم لعلاقة الدين بالسياسة. يمكن للكنيسة أن تقدّم نموذجا كتابيا يحتوي على دور الكاهن والملك والنبيّ بما يشتمله ذلك على ضوابط وموازين. وفي هذا النموذج يكون لله دورا عميقا في العلاقات البشرية ونظام الحكم.

ان سفر رؤيا يوحنا قد كُتب كرسالة تشجيع للكنيسة في وقت المحن والاضطهاد والانقلابات في الامبراطورية الرومانية. ويعدّ بمثابة تذكير بأمانة الله وشهادة يسوع للكنيسة. نقرأ في سفر الرؤيا ١: ٤-٦ “نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ،وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.” إن هذا لتذكير بحقيقة القيامة وبأن يسوع سوف يحكم ويجلب التغيير العادل والأبدي معه. ان يسوع المسيح هو نموذجا للشخص الأمين، نستطيع أن ننظر اليه في أوقات الشدّة، واثقين بأنه سيشعر معنا في صراعاتنا ويُعين ضعفاتنا.

لدينا دور فريد ومهم نقوم به في هذا الجزء من العالم. لا يمكننا أن نحيا هذا الدور بكفاءة إذا تركناه ومارسناه من بعد. علينا أن نعلن رسالة ملكوت الله لمجتمعاتنا وفي دولنا، معلنين أيضا عن طريقا ثالثا يتوسّط نقيضيّ الإمبراطورية الإسلامية والامبراطورية الغربية. إن التحدي الموضوع أمامنا هو أن نفكّر بطريقة خلّاقة من ناحية أدوارنا ومسؤولياتنا. بروح الصلاة ونبعا من محبتنا لله والقريب، علينا أن نقبل هذا التحدّي ونحمل صليبنا في سبيل الدفاع عن ايماننا. سيكون هناك ثمن ندفعه في كل الأحوال. ولكن في نفس الوقت سنحصل على منافع كالتجديد والنهضة والمصداقية التي ستتمتع بها كنائسنا ومجتمعاتنا. سنرى كل هذا واقعا إذا ما تبنّينا دورنا نحن كمسيحيين أصليين في هذه البلاد وبقدر استطاعتنا.

قائمة المصادر والمراجع

Abu-Rabi, Ibrahim M., The Contemporary Arab Reader on Political Islam (Alberta: The University of Alberta Press, 2010).

Cox, Brian. Faith-Based Reconciliation: A Moral Vision that Transforms People and Societies (United States of America: Xlibris, 2007).

Dawisha, Adeed, Arab Nationalism in the Twentieth Century from Triumph to Despair (Princeton: Princeton University Press, 2003).

Horsley, Richard,.‘Jesus Confronting Empire’ in Challenging Empire: God, Faithfulness and Resistance (ed. Naim Ateek, Cedar Duaybis, and Maurine Tobin; Jerusalem: Sabeel, 2012): pp. 56-85.

Lewis, Bernard, The Middle East 2000 Years of History from the Rise of Christianity to the Present Day. (London: Phoenix Giant, 1996).

Munayer, Salim J. and Lisa Loden, Through My Enemy’s Eyes (Milton Keynes: Authentic Media, 2013).

Sizer, Stephen, Christian Zionism, Road Map to Armageddon? (IVP Academic, 2006).

Stern, Jessica and J.M. Berger, ISIS The State of Terror (London: William Collins, 2015).

Stott, John. Issues Facing Christians Today, New Perspectives on Social and Moral Dilemmas (Glasgow: Marshall Pickering/HarperCollinsPublishers, 1990).

Thomas, David. “Arab Christianity.” The Blackwell Companion to Eastern Christianity. Ed. Ken Parry. (West Sussex: Blackwell Publishing Ltd., 2010).

Yoder, John Howard. Body Politics, Five Practices of the Christian Community Before the Watching World, (Scottdale/Waterloo: Herald Press, 2001).

+ مقالات