بقلم د. سليم منيّر

المقدمة

لقد مرّ مسيحيو الشرق الأوسط  بشتى المِحن التاريخية والسياسية والاقتصادية والدينية منذ تأسيس الكنيسة الأولى. لتحقيق غرض هذه المقالة، أود أن أصبّ جلّ تركيزي على الأحداث الواقعة في الفترة الزمنية منذ بداية القرن العشرين. سألقي الضوء على  التحديات التي رافقت  تلك الأحداث والتي لعبت دورا رئيسا في تشكيل التاريخ الحديث للشرق الأوسط. وأخيرا سوف أقوم بطرح إجابة لاهوتية وأخرى أخلاقية تخدمنا نحن مسيحيّو الشرق الأوسط.

حكمت الامبراطورية العثمانية ولمدة ٥٠٠ عاما جزءا كبيرا من الشرق الأوسط، وكانت آنذاك أكبر وأكثر امبراطوريات العالم نفوذا. عاش المسيحيون في هذه الفترة كمواطنين من الدرجة الثانية، على الرغم من منحهم بعض الحريّات وفق نظام الملّة. كان هذا عبارة عن نظام قضائي منفصل يطبّق على الأقليات غير المسلمة من المسيحيين واليهود  وأعطاهم أن يقضوا في أمورهم وفقا لشرائعهم وقوانينهم. أعطى هذا النظام للمسيحيين حرية العبادة وممارسة طقوسهم وتقاليدهم الدينية، إضافة الى اللجوء الى محاكمهم المختصة التى عالجت القضايا الأسرية والدينية. لقد فرض نظام الملّة على غير المسلمين من سكّان الامبراطورية العثمانية الاعتراف بسلطة الإسلام ودفع الضرائب، اضافة الى فرض عدد من القيود عليهم. لكن تم ايقاف هذا النظام عن العمل نتيجة لحدوث تغيّرات محورية في الشرق الأوسط. [1]

على الرغم من ازدهار الامبراطورية العثمانية الا انها لم تواكب التطور الحاصل  لدى نظرائها من الدول الأوروبية الغربية على الصعيد الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري. سعت القوى الاستعمارية الأوروبية لاستغلال ضعف العثمانيين وسارعت بالدخول في منافسة فيما بينها لفرض السيطرة الاستعمارية على الشرق الأوسط وذلك لأهمية موقعه الاستراتيجي. من خلال السيطرة على الشرق الأوسط، سعت الدول الأوروبية لتأمين السيطرة على الموارد مثل النفط وطرق التجارة التي وصلت بين أوروبا وشرق آسيا.[2] في الوقت الذي كان فيه الإسلام ضعيفا اعتقدت القوى الاستعمارية الأوروبية بأن الشرق الأوسط أصبح بيئة خصبة لنشر الديانة المسيحية الغربية. وبالفعل حقّق الاستعمار هذا الهدف من خلال الإرساليات المسيحية وفتح المدارس وبناء الكنائس.[3]  تم تأمين الوصول للأرض المقدسة مستغلّين هدف التنقيب والبحث عن الأدلة الأثرية التي تؤكد على صحة الرواية الكتابية، واعتبار الأرض المقدسة كوجهة للحجّ والتأمل.

كان من بين القادة السياسيين البريطان بعض ممّن تبنّوا لاهوتا يُعرف اليوم بلاهوت المسيحية الصهيونية. إذ كانوا يؤمنون بدور المسيحيين في مساعدة الشعب اليهودي في اعادة ترسيخ المملكة الداودية داخل حدود فلسطين. [4]اشتمل هذا الدور على اعادة بناء الهيكل أملاً بالتسريع من عودة يسوع المسيح. استغل دعاة هذا اللاهوت هذه الفرصة التاريخية من أجل التأثير في السياسيين البريطان ومما ساعدهم على ذلك هو معاناة اليهود في دول أوروبا الشرقية. واستخدمت هذه الفرصة أيضا لكسب التقرّب السياسي مع الولايات المتحدة بهدف جذبها للدخول في الحرب الواقعة في أوروبا آنذاك.

شرَعت القوى الغربية بتقسيم الشرق الأوسط فيما بينها من خلال صياغة عدّة اتفاقيات كان أولّها مراسلات الشريف حسين-مكماهون والتي وافق فيها البريطانيون على الاعتراف باستقلال العرب مقابل افتعال ثورة عربية ضد الدولة العثمانية. ثم قسّمت كل من فرنسا وبريطانيا وبشكل عشوائي الشرق الأوسط فيما بينها وفقا لاتفاقية سايكس بيكو السرّية. رسمت هذه الاتفاقية خارطة لحدود سياسية جديدة للشرق الأوسط بدون أخذ عامل الموقع الجغرافي أو توزيع القبائل والعائلات أو رغبات الشعوب العرقية المحلية بعين الاعتبار. وقد أدى كل هذا الى حدوث اضطرابات في المنطقة. ثمّ سارعت بريطانيا بعد هذا إلى إعلان وعد بلفور الذي تضمن على تعهّد بمساعدة الشعب اليهودي  في تأسيس وطن قومي لهم على أرض فلسطين. أدّت كل هذه المساعي اللاهوتية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية الى خلق حالة جديدة من الاضطراب في الشرق الأوسط. آلت هذه الظروف الى تأسيس دولة اسرائيل وحدوث النكبة الفلسطينية وما تبعها من نضال شعبي فلسطيني إضافة الى الحروب المتعددة التي وقعت بين اسرائيل والدول العربية. [5]

مع اندثار الامبراطورية العثمانية وفرض السيطرة الاستعمارية وكسر العهود المقطوعة، أخذت الحركات القومية بالانتشار في الشرق الأوسط. بعد تقسيم الأراضي واستحداث دول جديدة، تم اعطاء هوية جديدة للناس وفقا لقومية دولتهم وليس وفقا لديانتهم. أثار هذا الواقع الجديد إعجاب المسيحيين العرب الذين رأوا فيه نهاية للتمييز الديني الذي واجهوه. لقد حررت الحركة القومية العربية هذه الشعوب العربية من حكم الأتراك والبريطان وساعدتهم في مواجهة الحركة الاستعمارية والصهيونية. اتحدت الشعوب العربية سوية سعيا للتحرر الوطني ك”سوريين” أو “عراقيين” على سبيل المثال. وبحلول منتصف خمسينات القرن الماضي تم تحرير جميع هذه الشعوب من السيطرة الغربية باستثناء الشعب الفلسطيني. [6]

لسوء الحظ انطلقت القومية العربية كحركة تحرير في بداياتها ولكن انتهى بها المطاف لتتحول الى ديكتاتوريات عسكرية. لم يستطع الكثير من هؤلاء الدكتاتوريين ان يلبّوا احتياجات شعوبهم من ناحية توفير الوظائف وفرص التعليم والصحة أو حتى تأمين نوعية حياة ملائمة. تلت هذه الأحداث نشوء مشاعر من عدم الرضى والرّيب مما كشف عن ضعف الحركة القومية العربية والحكومات التي تبنّتها. تسبّب في هذا الفشل عاملان رئيسان ألا وهما: القضايا الداخلية من جهة والتدخلات الخارجية المستمرة من قبل القوى الغربية في الشرق الأوسط من جهة أخرى.[7]

أدى فشل الحركة القومية الى تمهيد الطريق أمام أيديولوجية الإخوان المسلمين في المنطقة. نشأت هذه الجماعة في أوائل العشرينات من القرن الماضي على يد حسن البنّا وذلك كرد فعل ديني إسلامي على الظلم الاجتماعي والسياسي. استهلّت جماعة الإخوان نشاطاتها في مجاليّ التعليم والعمل الخيري ومن ثم تحولت الى قوة سياسية. كان أحد أسباب نشأة هذه الحركة أيضا حالة عدم الرضا التي تولّدت لدى الناس بسبب عدم مواكبة الحكّام الدكتاتوريين العرب للتطور الغربي أو مواجهته. في بداية الأمر كان نشاط الحركة يصب في الترويج “للدين الاسلامي الصحيح” وذلك في مصر. كان باعتقاد جماعة الإخوان أن الحلّ لمشاكل المسلمين في الشرق الأوسط يكمن في العودة الى جذور الإسلام بالأخص في عصوره الذهبية، وتطبيق مبادئ الشريعة في شتى مناحي الحياة. ولكن سرعان ما بدأت المواجهة بين الإخوان المسلمين وقادة الحركة القومية العربية والتى وصلت الى ذروتها عند اعتقال واعدام قادة جماعة الإخوان، مما دفع بعض أقسام الجماعة لتبنّي المواجهة العسكرية. [8]

ان انتصار اسرائيل العسكري في حرب عام ١٩٦٧ على كل من مصر والأردن وسوريا قاد وبشكل واضح الى إظهار ضعف الحركة القومية العربية وزاد من شعبية الاخوان المسلمين. استغل الإخوان المسلمون هذه الفرصة لكي يثبتوا للناس بأن القومية العربية لا تملك الحل لمشاكلهم وابتدأت تظهر الشعارات المنادية بأن الإسلام هو الحل. أخذت قوة جماعة الإخوان بالازدياد بعد حرب عام ١٩٧٣ التي نشبت بين اسرائيل من جهة وكل من مصر وسوريا من جهة اخرى واسترجاع قناة السويس، إضافة الى نجاح الثورة الإيرانية وتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أما بالنسبة للمسيحيين في الشرق الأوسط فإنّ نشوء حركة الإخوان المسلمين قد زاد من التعقيدات التي كانت موجودة بالأصل. رجع المسيحيّون إلى فترة التمييز الذي واجهوه بسبب هويتهم الدينية، اذ أصبح الآن هناك تفسيرا مختلفا للدين الإسلامي اشتمل على فرض نمط حياة معيّن وفقا لأحكام الشريعة. رافق هذا التحوّل حالة عداء تجاه مسيحيي الشرق الأوسط اذ كان يُنظر اليهم بنظرة شك على أنهم أدوات لتنفيذ سياسات الغرب في الشرق الأوسط.

الى جانب هذه العوامل التي أدت الى إجهاض الحركة القومية العربية  كالاستعمارية الغربية والصراع الاسرائيلي- الفلسطيني ونشوء حركة الإخوان المسلمين، كان هناك عاملا اخراً أدى الى خلق الفوضى وهدم الهيكل التنظيمي للدول وهو غزو أمريكا للعراق. قادت حالة الفوضى والفراغ هذه الى ظهور المزيد من الجماعات الاسلامية المتطرفة والمسلّحة وفرض سيطرتها على بعض المناطق. وقد كان تنظيم الدولة الاسلامية أشهر هذه الجماعات.[9]

كان وقع تنظيم الدولة الإسلامية مدمراً على المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى في كل من سوريا والعراق. لقد ارتكب هذا التنظيم أعمالا وحشية في حق المسيحيين والأزيديين ودمّر بعض أقدم الكنائس الموجودة في هذه المناطق. دفعت هذه الظروف المسيحيين الى الهجرة الجماعية من تلك المناطق خوفا على حياتهم.

لقد دفع انهيار الأنظمة العربية وغزو العراق بالشباب العربي المتعلّم لأخذ خطوات عملية آلت لما يعرف بثورة الربيع العربي. تمثلّت هذه الثورة بمظاهرات ضد نظام الحكم الحالي، وكان أغلب مشاركيها من فئة الشباب المتعلّم الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى لمواجهة الأنظمة المستبدّة في بلدانهم . بدأت هذه الثورات في تونس وانتقلت فيما بعد إلى مصر ودول اخرى في الشرق الأوسط. كان حلم هؤلاء الشباب رؤية تغييرات حقيقية في بلدانهم وعلى شتى الأصعدة  وخصوصا من ناحية لاقتصاد ومعالجة الفساد وتطبيق المبادئ الديمقراطية. حدثت تغييرات جذرية نتيجة لهذه الثورة في تونس مثلا، ولكن في دول اخرى كمصر انتهى بهم المطاف الى فرض الحكم العسكري الاستبدادي. أما في سوريا، فقد تحوّل الربيع العربي الى حرب أهلية وما سببته من أثار مدمّرة على الشعب. دفعت هذه الحرب بملايين السوريين لطلب اللجوء في دول أخرى في العالم. ان هذا الفشل الذريع لثورة الربيع العربي قد أثر سلبا على مسيحيي الشرق الأوسط الذين كانوا يأملون برؤية المزيد من الحريات والحكم الديمقراطي والحصول على الفرص المتكافئة.

ان كل هذه الموجات الصادمة دفعت بالمسيحيين  إلى الهجرة الى دول الغرب كوجهة أولى، بينما بقي البعض منهم منعزلين في بلدانهم متبّنين بذلك عقلية “الغيتو”. لا زال انخراط القادة المسيحيين والمؤسسات المسيحية محدودا في المجتمع وعالم السياسة كما كان الحال على مرّ القرون الماضية. تبنّى الكثير منهم وبالأخص من المجتمع الإنجيلي الهوية المزدوجة معترفين بهويتهم الأرضية ولكن مفضّلين الاعتراف والتركيز على هويتهم السماوية كاستراتيجية هروب من مواجهتهم للوضع الراهن. استمر المسيحيون في شيطنة المسلمين وتجريدهم من مشاعرهم الإنسانية. ان هذا الفكر يتعارض مع تعاليم السيد المسيح التي تحثّنا بأن نكون الملح والنور في مجتمعنا. ولهذه الأسباب المذكورة هنا سوف أقوم بمناقشة أهمية تفاعل مسيحيي الشرق الأوسط مع الوضع السياسي.

دور الكنيسة في الانخراط السياسي

يتعثّر الكثير من المسيحيين مع موضوع الانخراط السياسي. نتعامل مع الأمور السياسية كأنها أمورا دنيوية وخاطئة وكأن السياسة ستلطّخنا بقذارتها. الا أن هذا سيعتمد على تعريفك للسياسة. يقدّم جون ستوت تعريفا مفيدا للسياسة قائلا إن السياسة “هي فن العيش سويا في إطار مجتمعي”.[10] من خلال هذا التعريف نجد أنه من الصعب تفادي السياسة اذ أننا جميعا نعدّ جزءا من المجتمع.

ان تعاليم يسوع كانت سياسيّة، اذ أنه قضى وقتا كبيرا في معالجة قضايا تتطرق لكيفية العيش مع بعضنا البعض ونظرتنا للآخرين. كان جلّ ما قاله وفعله يسوع سياسيا وقد تمّ في جوّ مسيّس في ظل الاحتلال الروماني. حتى إن تجسّد يسوع كان بمثابة عمل سياسي، لأنه قد أتى “إلى العالم للمشاركة في الطبيعة البشرية المجتمعية. لقد أرسل يسوع أتباعه إلى العالم ليقوموا بذات الشيء. وأكثر من ذلك، كان ملكوت الله الذي أعلنه ورسّخه يسوع عبارة عن نظام اجتماعي جديد ومختلف يحتوي على قيم ومعايير تتحدى تلك التي تبنّتها المجتمعات القديمة والمنهدمة”. [11]

لا أقصد من هذا الكلام بأن يسوع كان منخرطا في نظام السُلطة السياسي. لم يؤسس يسوع حزبا سياسيا وكان ضد أي تفسير سياسي لتعاليمه.  قدّم يسوع  بدلاً من هذا، نظاما جديدا نستطيع من خلاله أن نرتئي العالم من حولنا. لم يسمح يسوع لنفسه أن ينساق لأجندة الأحزاب السياسية التي كانت نشطة في وقته. لكن كانت له أجندة سياسية مهمّة ألا وهي احضار ملكوت الله من أجل مصالحة البشرية مع الله.

إننا كمسيحيين وأعضاء في الكنيسة لسنا مدعوّين للانفصال عن العالم بل لأن نكون نموذجا لما ستكون عليه الخليقة المفديّة والمتجددة. كتب جون هاورد يودير “إن جسد المسيح يصوّر لنا وبشكل مسبق مشيئة الله من ناحية يكون الحياة الاجتماعية للبشر. إنّ العالم والكنيسة ليسا جزئين منفصلين يحكمهما نظامين مختلفين وليس هما مؤسستين بمهام متناقضةـ وإنمّا يشكّلان مستويين مختلفين من حيث خضوعهم للرب. إن الكنيسة مدعوّة اليوم لأن تكون على صورة العالم بشكله النهائي”. [12]

لا يمكن لأي شخص يهتم بالعدل والسلام والمساواة والشركة الاجتماعية بأن يتفادى الانخراط في السياسة. يكتب ستوت بأنه علينا أن ننخرط في العالم وأن نجعل أيدينا “متّسخة ومتعبة”  بينما ننظر للعالم بنظرة العطف. [13]يشير يودير أيضا إلى أن مصطلح “اكليزيا” الذي نترجمه على أنه الكنيسة هو مصطلح سياسي بالأصل. “إن المعنى الأصلي لكلمة اكليزيا يكمن في مفهوم سياسي ويعني حرفيا “الدعوة لاجتماع” بهدف قضاء مصالح عامة إنابة عن المجتمع. [14]ان السؤال ليس إن “كان علينا كمؤمنين وأتباع يسوع بأن ننخرط في السياسة أم لا، لأننا نحن بصورة أو بأخرى منخرطين فيها سواء أعلمنا بهذا أم لم نعلم. إنما علينا أن نسأل “بأي شكل يمكننا الانخراط في السياسة؟” و “كيف نقدر كأتباع ليسوع بأن نتفاعل مع مجتمعاتنا ونعمل على احداث التغيير الايجابي؟”.

يعالج البروفيسور الأمريكي ريتشارد هورسلي هذا الموضوع في سياق القرن الأول ميلادي الذي عاش فيه يسوع والذي ساده حكم الامبراطورية الرومانية آنذاك. عادة ما يتم شرعنة حكم الامبراطورية في الإطارين الثقافي والديني. عند النظر الى يسوع في سياقه الحقيقي علينا أن نتخلّى عن عدسة الفردية الغربية والتي تصوّر يسوع على أنه المخلص الشخصي والقائد السياسي الذي ينادي بحقائق خالدة. على عكس ذلك، كان يسوع  يقود حركة تجديد في المجتمع تصادمت مع النظام الاستعماري الأوروبي ومع بعض فئات المجتمع اليهودي المتواطئة مع الرومان. ان رسالة يسوع مفادها بأن تجديد الله لشعبه لم يكن حصرا على فئة عرقية واحدة، [15]أي أنها لم تكن لليهود وحسب بل لغير اليهود أيضا. فلذلك كان السلوك وفقا للرسالة التي جاء بها يسوع هو بمثابة تحدّي لسلطة الامبراطورية. تكمن هذه الرسالة في العيش سويا في إطار مجتمعي، وبكلمات أخرى يعدّ هذا بمثابة الانخراط السياسي. [16]

ان المجتمع الذي علّمنا يسوع أن نحياه يجب أن يعكس تعاليمه من ناحية ملكوت الله. أولا، إن يسوع الملك هو الرب والمخلّص ونحن كشعبه علينا أن نظهر قيماً اخلاقيّة تعكس صميم هذا الملكوت. ان الله إله عادل ورحيم وليس لديه تمييز على أساس الجنس أو العرق او خلفية الشخص. على المجتمع الذي يمثّل يسوع أن يكون مثل الخميرة، مؤثرا على كل أفراد المجتمع من حوله. قد تكون حبّات الخميرة قليلة العدد ولكن أثرها يكون كبيرا في المجتمع. في القسم التالي سوف أعرض دورنا كأفراد وكمجتمع وكيف علينا أن نعيش حياتنا في خضمّ ما نعانيه من فوضى وتقلبات سياسية واضطهاد.

[1] Thomas, David. “Arab Christianity.” The Blackwell Companion to Eastern Christianity. Ed. Ken Parry. (West Sussex: Blackwell Publishing Ltd., 2010) 20.

[2]  Lewis, Bernard. The Middle East 2000 Years of History from the Rise of Christianity to the Present Day. (London: Phoenix Giant, 1996) 273-285.

[3] Lewis, 323.

[4] For further reading on the political implication of this theology, see Stephen Sizer’s book Christian Zionism: Road-map to Armageddon?

[5] Munayer, Salim J. and Lisa Loden, Through My Enemy’s Eyes (Milton Keynes: Authentic Media, 2013) 1-23.

[6] Dawisha, Adeed, Arab Nationalism in the Twentieth Century from Triumph to Despair (Princeton: Princeton University Press, 2003) 1-14.

[7] Ibid, 252-281

[8] Abu-Rabi, Ibrahim M., The Contemporary Arab Reader on Political Islam (Alberta: The University of Alberta Press, 2010), vii-xiv.

[9] Stern, Jessica and J.M. Berger, ISIS The State of Terror (London: William Collins, 2015) 33-45.

[10] Stott, John, Issues Facing Christians Today, New Perspectives on Social and Moral Dilemmas (Glasgow: Marshall Pickering/HarperCollins Publishers, 1990) p. 11.

[11] Stott, ‘Issues Facing Christians Today’, p. 11.

[12] Yoder, John Howard, Body Politics, Five Practices of the Christian Community Before the Watching World, (Scottdale/Waterloo: Herald Press, 2001), ix.

[13] Stott, ‘Issues Facing Christians Today’, 14.

[14] Yoder, Body Politics, 2.

[15]  Horsley, Richard, ‘Jesus Confronting Empire’, in Challenging Empire: God, Faithfulness and Resistance (ed. Naim Ateek, Cedar Duaybis, and Maurine Tobin; Jerusalem: Sabeel, 2012): pp. 56-85.

[16] Stott, ‘Issues Facing Christians Today’, 11.

+ مقالات